الخليج العربي في مواجهة القنبلة النووية الإيرانية
صفحة 1 من اصل 1
الخليج العربي في مواجهة القنبلة النووية الإيرانية
الخليج العربي في مواجهة القنبلة النووية الإيرانية
لقد سقطت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفخ النووي الإيراني، وأضحت وليمة على مائدة اللئام، الكل يعقد الصفقات المشبوهة دون أي اعتبار لمصالح هذه الدول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل بات الحديث عن حرب ولا حرب دون مراعاة لوضع دول مجلس التعاون ومدى تأثرها بهذا الوضع، لذلك بات على هذه الدول أن تستعد للأسوأ، وهو أن إيران قد تصبح دولة نووية ليس في المجال السلمي فحسب بل امتلاك قنبلة نووية.
ويجب على المتوهمين بأن القنبلة النووية الإيرانية ستكون ثقل الميزان الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل، أن يفيقوا قبل فوات الأوان، فالقنبلة فارسية الهوية وشيعية الهوى، يسعى الملالي الى امتلاكها من أجل كرسي السلطة، وزعامة المسلمين من الشيعة والاعتراف بـ"الثورية الإسلامية الإيرانية" كقوة إقليمية كبرى.
وهذا كله يتحقق بالحوار الإيراني-الأميركي، أي أن مصلحة النظام الإيراني تكمن في التفاهم مع واشنطن، فهي تريد أن تمتلك السلاح النووي ويجري الاعتراف بها كقوة إقليمية، وهذان الهدفان يتحققان عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يعني ضمنياً أن السلاح النووي الإيراني لن يوجه إلى إسرائيل، لذلك لم نسمع أو نقرأ عن مطالبة إيرانية رسمية أو غير رسمية بتجريد إسرائيل من قدراتها النووية، وهو أمر نشك في حدوثه سواء حالياً أو في المستقبل.
أكثر من عشر سنوات وإيران تحاول الحصول على اليورانيوم المخصب من المنشآت النووية التي لا تخضع لرقابة جيدة في كازاخستان وجورجيا، وعلى تقنيات معالجة وقود المفاعلات النووية من الأرجنتين، وعلى مفاعلات نووية لأغراض البحث من الأرجنتين والصين والهند وروسيا، ومفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية من روسيا والصين، وعلى تكنولوجيا تخصيب المواد المشعة بأجهزة الطرد المركزي من سويسرا وألمانيا وباكستان، وعلى مفاعل لتحويل اليورانيوم من الصين، ومفاعل لتكثيف أشعة الليزر من روسيا، وعلى تصميم القنبلة النووية من العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان، ثم حاولت الحصول على المكونات اللازمة لتصنيع السلاح النووي، حيث ألقي القبض عام 1999 على طالب إيراني في السويد وهو يحاول تهريب صمامات إلكترونية ثلاثية (ثيراترون) إلى إيران؛ وهي تستخدم عادة في تصميم الأسلحة النووية. ولو كان بمقدور إيران الحصول على المواد الانشطارية المخصبة، لربما استطاعت إنتاج سلاح نووي خلال سنة واحدة أو سنتين، لذلك أصبح عليها الاعتماد على نفسها في إنتاج المواد النووية المخصبة الكافية لتصنيع رأس حربي نووي لصواريخها، ولم يتحقق ذلك سوى بالمساعدة التي حصلت عليها من شبكة عبدالقدير خان، حيث استطاعت الحصول سراً على أجهزة طرد مركزي باكستانية، وتعمل حالياً على تطويرها لزيادة معدلات تخصيب اليورانيوم.
ومما لا شك فيه أن حيازة إيران مفاعلات نووية لأغراض البحث المدني، ومفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وتكنولوجيا نووية من روسيا، إضافة إلى أن لديها فنيين وخبراء نووين إيرانيين، كما استطاعت تجنيد واستقطاب أهم الخبراء والفنيين العراقيين... كلها عناصر ستساعدها على امتلاك الأسلحة النووية.
كل ما سبق عبارة عن أخبار وتحليلات ورؤى خبراء أجانب تداولتها وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة دون تأكيد، صاحبها نشر عدد من الصور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية لبعض المنشآت النووية الإيرانية، ليصبح الغموض والشك حالة عامة تفترض الأسوأ، بعد أن استطاعت كل من إسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية الإفصاح فجأة عن امتلاكها أسلحة نووية.
وقد انكب خبراء الشؤون الخارجية والعسكرية في كل من طهران وواشنطن خلال السنوات الأخيرة على صياغة عدد من الأساليب والوسائل والآليات لتبيان أي السبل أفضل للتعاطي مع مسألة الشك في حقيقة توجه برنامج إيران النووي، وإصرارها على تخصيب اليورانيوم، لكن للأسف انطوت تلك المحاولات جميعها على مزيج من المعضلات بشأن المنطق والجدوى والتكلفة والمحاذير، كما أنه لم تخل أي منها من المشكلات، وإن كانت هناك بعض الأطروحات تنطوي على مشكلات أكثر من غيرها.
ورغم محدودية الخيارات المتاحة أمام طهران مقارنة بخيارات واشنطن للتعامل مع الموضوع برمته، فإن رهان "بلاد فارس" على الوقت والتسويف والمراوغة كي تصل إلى الحد النووي الذي يصعب معه تعرضها لأي عمل عسكري، قد جرى كشفه من القوى الدولية الكبرى وباتت تتعامل مع طهران على أساسه، مما يضعها أمام ثلاثة خيارات فقط وهي: الاستمرار في تخصيب اليورانيوم والأنشطة الحساسة المرتبطة به وتحمل العواقب الاقتصادية أو الضربة العسكرية التي ستباعد بينها وبين امتلاك السلاح النووي نحو خمس سنوات، وإما القبول بإيقاف عملية التخصيب برمتها وقبول السخط الشعبي ضد النظام الحاكم بعد أن اعتبر المسألة النووية قضية قومية وكرامة وطنية، وإما التفاهم مع القوى الغربية المعنية لقبول التوجه النووي الإيراني.
لكن في المقابل فإن واشنطن برئاسة بوش الصغير تملك خيارات عدة، ومن أهم هذه الخيارات التي تفكر فيها أجهزة صنع القرار الأميركي الآتي:
* غزو إيران، إلا أن هناك تداعيات هائلة لمثل هذا الخيار على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، لذا فإنه ليس من الحكمة التوصية بتنفيذ هذا الخيار، إلا إذا أقدمت إيران على شن هجوم هائل وعنيف على الولايات المتحدة على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
* تغيير نظام الحكم، ومما يدعم هذا الخيار الفكرة السائدة بأن معظم الشعب داخل إيران قد تخلى عن الآمال المعلقة على الحركة الإصلاحية، كما فقد ثقته بقدرة النظام الإيراني على إصلاح نفسه، لذلك فإن أي مساعدة خارجية يمكن أن تحدث تغييراً حقيقياً سيؤدي إلى إسقاط النظام القائم، لذلك توجد قناعة لدى بعض صناع القرار الأميركي بأن تعمل الولايات المتحدة على التعجيل بـ"ساعة" تغيير الحكم بدلاً من التركيز على إبطاء "ساعة" حيازة إيران للأسلحة النووية. ويمكن القيام بمحاولة لتغيير نظام الحكم في إيران عن طريق برنامج يتضمن عملاً سرياً تتولاه الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأميركية والتي بدأت فعلاً في إعداده منذ نحو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق تلك الغاية، مع إمكانية الاستناد في ذلك إلى مساعدة منظمة "مجاهدي خلق" وجماعات المعارضة الإيرانية الأخرى، وبالتنسيق مع ابن الشاه السابق والموالين له في الخارج. لكن واقع الأوضاع في إيران يشير إلى أن تحقيق ذلك يبدو مستحيلاً في الوقت الراهن، فالقوات المسلحة الإيرانية أكثر ولاءً للنظام، كما يصعب على الاستخبارات الأميركية اختراق القيادات البارزة في الجيش الإيراني، فضلاً عن الخلفية التاريخية والدروس المستفادة التي أظهرت أن الإيرانيين تكونت لديهم عقدة الخوف من الأجانب نتيجة لتجاربهم التاريخية السابقة.
* العمل على اتخاذ مجموعة متكاملة من العقوبات الذكية تضمن التوصل إلى مرحلة "الخنق الاستراتيجي"، بحيث تشعر بلاد فارس بعدم وجود أي مخرج لهذا سوى الرضوخ للمطالب الأميركية، ولكن من المشكوك فيه نجاح مثل هذا السيناريو بناء على خبرة العقوبات على العراق، وخبرة تطبيق استراتيجية الاحتواء المزدوج.
* توجيه ضربة عسكرية إجهاضية للقدرات النووية الإيرانية، لكن هذا الخيار ربما يبدو مفيداً إذا كان الهدف منه تعطيل البرنامج النووي الإيراني وليس القضاء على رغبة النظام في امتلاك الأسلحة النووية، ونجاحه يتوقف على عوامل عديدة ومعقدة، كما أن له تداعيات خطيرة على المصالح الأميركية في المنطقة.
* التعايش مع إيران النووية، ورغم أن هذا الخيار هو الأسوأ لصناع القرار الأميركي، أي الاضطرار إلى التعايش مع إيران "النووية"، فإن التجربة التاريخية أظهرت أن النظام في بلاد فارس يمكن ردعه والحؤول دون لجوئه إلى استخدام أسلحته النووية ضد الولايات المتحدة أو أية دولة أخرى، ومن ثم إبقاء تلك الأسلحة في القبو.
إن نمط تعاطي إيران مع قضية امتلاكها للأسلحة النووية يمثل "مشكلة من جهنم"، ليس لها حل منهجي ونظري بسيط، بل ستبدو الصورة غاية في التعقيد والخطورة، والثمن سيكون من استقرار وأمن الخليج.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
لقد سقطت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفخ النووي الإيراني، وأضحت وليمة على مائدة اللئام، الكل يعقد الصفقات المشبوهة دون أي اعتبار لمصالح هذه الدول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل بات الحديث عن حرب ولا حرب دون مراعاة لوضع دول مجلس التعاون ومدى تأثرها بهذا الوضع، لذلك بات على هذه الدول أن تستعد للأسوأ، وهو أن إيران قد تصبح دولة نووية ليس في المجال السلمي فحسب بل امتلاك قنبلة نووية.
ويجب على المتوهمين بأن القنبلة النووية الإيرانية ستكون ثقل الميزان الاستراتيجي في مواجهة إسرائيل، أن يفيقوا قبل فوات الأوان، فالقنبلة فارسية الهوية وشيعية الهوى، يسعى الملالي الى امتلاكها من أجل كرسي السلطة، وزعامة المسلمين من الشيعة والاعتراف بـ"الثورية الإسلامية الإيرانية" كقوة إقليمية كبرى.
وهذا كله يتحقق بالحوار الإيراني-الأميركي، أي أن مصلحة النظام الإيراني تكمن في التفاهم مع واشنطن، فهي تريد أن تمتلك السلاح النووي ويجري الاعتراف بها كقوة إقليمية، وهذان الهدفان يتحققان عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يعني ضمنياً أن السلاح النووي الإيراني لن يوجه إلى إسرائيل، لذلك لم نسمع أو نقرأ عن مطالبة إيرانية رسمية أو غير رسمية بتجريد إسرائيل من قدراتها النووية، وهو أمر نشك في حدوثه سواء حالياً أو في المستقبل.
أكثر من عشر سنوات وإيران تحاول الحصول على اليورانيوم المخصب من المنشآت النووية التي لا تخضع لرقابة جيدة في كازاخستان وجورجيا، وعلى تقنيات معالجة وقود المفاعلات النووية من الأرجنتين، وعلى مفاعلات نووية لأغراض البحث من الأرجنتين والصين والهند وروسيا، ومفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية من روسيا والصين، وعلى تكنولوجيا تخصيب المواد المشعة بأجهزة الطرد المركزي من سويسرا وألمانيا وباكستان، وعلى مفاعل لتحويل اليورانيوم من الصين، ومفاعل لتكثيف أشعة الليزر من روسيا، وعلى تصميم القنبلة النووية من العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان، ثم حاولت الحصول على المكونات اللازمة لتصنيع السلاح النووي، حيث ألقي القبض عام 1999 على طالب إيراني في السويد وهو يحاول تهريب صمامات إلكترونية ثلاثية (ثيراترون) إلى إيران؛ وهي تستخدم عادة في تصميم الأسلحة النووية. ولو كان بمقدور إيران الحصول على المواد الانشطارية المخصبة، لربما استطاعت إنتاج سلاح نووي خلال سنة واحدة أو سنتين، لذلك أصبح عليها الاعتماد على نفسها في إنتاج المواد النووية المخصبة الكافية لتصنيع رأس حربي نووي لصواريخها، ولم يتحقق ذلك سوى بالمساعدة التي حصلت عليها من شبكة عبدالقدير خان، حيث استطاعت الحصول سراً على أجهزة طرد مركزي باكستانية، وتعمل حالياً على تطويرها لزيادة معدلات تخصيب اليورانيوم.
ومما لا شك فيه أن حيازة إيران مفاعلات نووية لأغراض البحث المدني، ومفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وتكنولوجيا نووية من روسيا، إضافة إلى أن لديها فنيين وخبراء نووين إيرانيين، كما استطاعت تجنيد واستقطاب أهم الخبراء والفنيين العراقيين... كلها عناصر ستساعدها على امتلاك الأسلحة النووية.
كل ما سبق عبارة عن أخبار وتحليلات ورؤى خبراء أجانب تداولتها وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة دون تأكيد، صاحبها نشر عدد من الصور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية لبعض المنشآت النووية الإيرانية، ليصبح الغموض والشك حالة عامة تفترض الأسوأ، بعد أن استطاعت كل من إسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية الإفصاح فجأة عن امتلاكها أسلحة نووية.
وقد انكب خبراء الشؤون الخارجية والعسكرية في كل من طهران وواشنطن خلال السنوات الأخيرة على صياغة عدد من الأساليب والوسائل والآليات لتبيان أي السبل أفضل للتعاطي مع مسألة الشك في حقيقة توجه برنامج إيران النووي، وإصرارها على تخصيب اليورانيوم، لكن للأسف انطوت تلك المحاولات جميعها على مزيج من المعضلات بشأن المنطق والجدوى والتكلفة والمحاذير، كما أنه لم تخل أي منها من المشكلات، وإن كانت هناك بعض الأطروحات تنطوي على مشكلات أكثر من غيرها.
ورغم محدودية الخيارات المتاحة أمام طهران مقارنة بخيارات واشنطن للتعامل مع الموضوع برمته، فإن رهان "بلاد فارس" على الوقت والتسويف والمراوغة كي تصل إلى الحد النووي الذي يصعب معه تعرضها لأي عمل عسكري، قد جرى كشفه من القوى الدولية الكبرى وباتت تتعامل مع طهران على أساسه، مما يضعها أمام ثلاثة خيارات فقط وهي: الاستمرار في تخصيب اليورانيوم والأنشطة الحساسة المرتبطة به وتحمل العواقب الاقتصادية أو الضربة العسكرية التي ستباعد بينها وبين امتلاك السلاح النووي نحو خمس سنوات، وإما القبول بإيقاف عملية التخصيب برمتها وقبول السخط الشعبي ضد النظام الحاكم بعد أن اعتبر المسألة النووية قضية قومية وكرامة وطنية، وإما التفاهم مع القوى الغربية المعنية لقبول التوجه النووي الإيراني.
لكن في المقابل فإن واشنطن برئاسة بوش الصغير تملك خيارات عدة، ومن أهم هذه الخيارات التي تفكر فيها أجهزة صنع القرار الأميركي الآتي:
* غزو إيران، إلا أن هناك تداعيات هائلة لمثل هذا الخيار على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، لذا فإنه ليس من الحكمة التوصية بتنفيذ هذا الخيار، إلا إذا أقدمت إيران على شن هجوم هائل وعنيف على الولايات المتحدة على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
* تغيير نظام الحكم، ومما يدعم هذا الخيار الفكرة السائدة بأن معظم الشعب داخل إيران قد تخلى عن الآمال المعلقة على الحركة الإصلاحية، كما فقد ثقته بقدرة النظام الإيراني على إصلاح نفسه، لذلك فإن أي مساعدة خارجية يمكن أن تحدث تغييراً حقيقياً سيؤدي إلى إسقاط النظام القائم، لذلك توجد قناعة لدى بعض صناع القرار الأميركي بأن تعمل الولايات المتحدة على التعجيل بـ"ساعة" تغيير الحكم بدلاً من التركيز على إبطاء "ساعة" حيازة إيران للأسلحة النووية. ويمكن القيام بمحاولة لتغيير نظام الحكم في إيران عن طريق برنامج يتضمن عملاً سرياً تتولاه الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأميركية والتي بدأت فعلاً في إعداده منذ نحو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق تلك الغاية، مع إمكانية الاستناد في ذلك إلى مساعدة منظمة "مجاهدي خلق" وجماعات المعارضة الإيرانية الأخرى، وبالتنسيق مع ابن الشاه السابق والموالين له في الخارج. لكن واقع الأوضاع في إيران يشير إلى أن تحقيق ذلك يبدو مستحيلاً في الوقت الراهن، فالقوات المسلحة الإيرانية أكثر ولاءً للنظام، كما يصعب على الاستخبارات الأميركية اختراق القيادات البارزة في الجيش الإيراني، فضلاً عن الخلفية التاريخية والدروس المستفادة التي أظهرت أن الإيرانيين تكونت لديهم عقدة الخوف من الأجانب نتيجة لتجاربهم التاريخية السابقة.
* العمل على اتخاذ مجموعة متكاملة من العقوبات الذكية تضمن التوصل إلى مرحلة "الخنق الاستراتيجي"، بحيث تشعر بلاد فارس بعدم وجود أي مخرج لهذا سوى الرضوخ للمطالب الأميركية، ولكن من المشكوك فيه نجاح مثل هذا السيناريو بناء على خبرة العقوبات على العراق، وخبرة تطبيق استراتيجية الاحتواء المزدوج.
* توجيه ضربة عسكرية إجهاضية للقدرات النووية الإيرانية، لكن هذا الخيار ربما يبدو مفيداً إذا كان الهدف منه تعطيل البرنامج النووي الإيراني وليس القضاء على رغبة النظام في امتلاك الأسلحة النووية، ونجاحه يتوقف على عوامل عديدة ومعقدة، كما أن له تداعيات خطيرة على المصالح الأميركية في المنطقة.
* التعايش مع إيران النووية، ورغم أن هذا الخيار هو الأسوأ لصناع القرار الأميركي، أي الاضطرار إلى التعايش مع إيران "النووية"، فإن التجربة التاريخية أظهرت أن النظام في بلاد فارس يمكن ردعه والحؤول دون لجوئه إلى استخدام أسلحته النووية ضد الولايات المتحدة أو أية دولة أخرى، ومن ثم إبقاء تلك الأسلحة في القبو.
إن نمط تعاطي إيران مع قضية امتلاكها للأسلحة النووية يمثل "مشكلة من جهنم"، ليس لها حل منهجي ونظري بسيط، بل ستبدو الصورة غاية في التعقيد والخطورة، والثمن سيكون من استقرار وأمن الخليج.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى