BARIKA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل نحن مسلمون 12 سلندر؟

اذهب الى الأسفل

هل نحن مسلمون 12 سلندر؟ Empty هل نحن مسلمون 12 سلندر؟

مُساهمة من طرف سطوف عبد الباسط الأحد أغسطس 10, 2008 2:01 am

هل نحن مسلمون 12 سلندر؟


أتيحت لي فرصة اللقاء قبل عامين مع الدكتور عمر عبود الذي كان يشغل منصب رئيس المركز الأرجنتيني الاسلامي في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس قبل أن يقع عليه اختيار الرئيس السابق نيستور كريشنر ويعينه وزيرا للثقافة في العاصمة.
فوجئت بالدكتور عبود وهو يخبرني عن نشاطات المركز التي تتضمن استضافة فرق موسيقية وغنائية لاحياء حفلات تحدث بشكل دوري.

فور أن تبين محدثي علامات الدهشة على ملامحي سألني عن السبب، فأجبته ان هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أسمع فيها عن مركز اسلامي يستضيف حفلات موسيقية وغنائية. أما تعليقه على ما قلته فكان أن الاسلام ليس دين حزن ونكد، وان ما يقترف باسمه في الدول الاسلامية لا علاقة له بروح الدين الذي لا يمكن أن يستهدف الانتقاص من راحة البشر وسعادتهم أو التضييق عليهم. كانت كلماته حادة ومباشرة وشعرت أن بين طياتها اتهاما موجها لي لكوني أمثل له تلك المسلمة القادمة من الشرق، التي تعد نتاج ثقافة الترهيب والتخويف وخلط الدين بما يسمى بالتقاليد الاسلامية التي انتجت لنا مسوخا ذوي أنياب تنشب في أعناقنا ليل نهار بحجة النصيحة والموعظة الحسنة.

بعدها بعام واحد فقط من تلك المقابلة ــ أي في الصيف الماضي ــ تم الاعلان عن تشكيل أول اوركسترا من نوعها في الأرجنتين سميت «أرمونيز» أو هارمونيز، وهي تضم نخبة من ثلاثة وأربعين من الموسيقيين المسلمين واليهود والمسيحيين الكاثوليك بتشجيع من سومر نفوري الرئيس الجديد للمركز الأرجنتيني الاسلامي، وذلك من أجل الدعوة للسلام العالمي.
ومن أجل ذات الغرض النبيل استضاف المركز الاسلامي لجنوب كاليفورنيا في لوس انجلوس في فبراير الماضي فرقة موسيقية عزفت أنغاما من التراثين المغربي واليمني اليهوديين، مع الاعلان بأن الموقع الذي سيستضيف الحفل هو موقع مقدس لأنه مكان للعبادة، لذا على الحضور ارتداء ملابس تتناسب وهذه القداسة! هل من الممكن أن يحدث اي من هذا في الكويت الآن؟ بالطبع لا، بل قد يعتبر البعض سؤالي هذا تجرؤا وخروجا على تعاليم الدين الاسلامي كما يعرفونها أو يفسرونها. فنحن مصابون بوباء الوصاية على الاسلام والمسلمين من قبل من يصنفوننا كفارا وزنادقة وضالين عن الصراط المستقيم ان تعارضت طرقنا في ممارسة حياتنا او تفسيرنا لتعاليم ديننا مع ايديولوجيتهم الاقصائية التي ظاهرها الصلاح وباطنها المصالح الخاصة. ولكن هل نحن مسلمون أكثر أو أفضل من بقية مسلمي العالم الذين يتعاطون مع دينهم بيسر ودون غلو؟ من يضمن لنا اننا سنكون أفضل عند الله من مسلمي الأرجنتين وكاليفورنيا مثلا، لأننا نمارس شعائر الدين بتجهم، ونربط بين الصلاح في الدين والهم في الدنيا، وهم يلهون ببراءة مستمعين الى موسيقى عذبة في عقر دور عبادتهم؟ هل نحن مسلمون 12 سلندر بينما الآخرون مسلمون 4 سلندر مثلا؟ الغشاوة التي صنعت على يد تجار الدين والمتحدثين زورا وحصريا باسم الله ورسوله تحت مسميات متعددة أصبحت من الكثافة على أعيننا حتى بتنا نشك في أن ايماننا طارئ ومهزوز، لدرجة أن تؤثر فيه مقطوعة موسيقية يحرمها الوصاة، محذرين من أن يسخطنا الله ان استمعنا اليها، أو ان حركت مشاعرنا، ربما لأن المسلم الصالح يجب ان يتم تشكيله عبر قوالبهم الصدئة التي يريدون حصرنا فيها.

مسألة تحليل وتحريم الأشياء تتعلق بشيء واحد فقط هو مدى خدمتها لمن يستغلون الدين للوصول الى أغراض سياسية تمكنهم من التفرد بالسلطة والثروة فيما بعد. ألم تكن حقوق المرأة السياسية خطا أحمر ومخالفة جسيمة للشريعة كما يفصلونها، ثم تحول أشد المعارضين الى مغازلين لاصوات المرأة، بل أصبحوا يطالبون بتيسير وصولها الى مراكز الاقتراع، واليوم هم أكثر الناس نشاطا في تقديم اقتراحات لخدمتها؟ فيجب ألا نستغرب ان أتى يوم قريب يكتشف فيه الوصاة على ايمان العامة ان ما هو مُسلم به اليوم من أمور فسروها كل حسب هواه ــ كحجاب المرأة والاستماع الى الموسيقى والمباركة للمسيحيين باحتفالات أعياد الميلاد وزواج المسلمة من غير المسلم وغيرها من أمور لم يرد فيها نص صريح أو يحتمل نصها تأويلات متناقضة ــ سيصبح من المسموحات وسيتفسر على أنه رحمة من الله ولطف بعباده! ولكن من سيعوضنا عن سنوات البؤس والتشدد والجفاف وثقافة الكراهية والترهيب بعذاب القبر وأهوال يوم القيامة ونار جهنم على أسس فسرها بشر يصيبون ويخطئون حسب اجتهادهم ممن يعتقدون أنهم يمتلكون مفاتيح الجنة؟ لقد سُرقت سنوات طوال من أعمارنا ونحن محرومون من تنفس الهواء دون أن يتم تمريره عبر قنوات فلترة كئيبة أشغلتنا بتوافه الأمور وأدخلتنا في جدل عقيم متواصل حول طول اللحية والفستان ومسواك الأسنان، وخرجت أجيال لا تؤمن الاّ بنظرية المؤامرة، ولا تعمل الاّ وفق الية الحلال والحرام، بينما يعزف الاخرون أنغام التقدم وننشغل نحن بنعيق التخلف.

*نقلاً عن صحيفة "القبس" الكويتية
سطوف عبد الباسط
سطوف عبد الباسط
رئيس الجمعية
رئيس الجمعية

ذكر عدد الرسائل : 112
العمر : 38
الحي : حي 18 مسكن
العمل : طالب سنة ثانية تجارة نظام LMD
المزاج : خجول
تاريخ التسجيل : 12/06/2008

https://algeria.hooxs.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى