الهنود على خطى الصينيين في سوق البناء بالجزائر

كشف، أمس، السيد أرسلان شيخاوي رئيس مكتب الخبرة والدراسات شمال-جنوب عن تشكيل أول شركة مختلطة جزائرية هندية في قطاع البناء، ومباشرتها في عدد من المشاريع في منطقتي تيزي وزو والبليدة.
تأسست الشركة ''ايرا الهندية الجزائرية للبناء '' بعد اتفاق مع الرقم الأول في قطاع البناء بالهند. وقد استقدمت يد عاملة متخصصة هندية لإنجاز المشاريع، فضلا عن الالتزام مع وزارة التكوين المهني بضمان تكوين متربصين جزائريين في عدة تخصصات، ومن المرتقب أن يتم تأسيس شركات أخرى متخصصة هندية بالجزائر، رغبة منها في التموقع بعد التجربة الصينية الناجحة.
وأشار ذات المصدر لـ''الخبر'' بأن تأسيس أول شركة مختلطة جزائرية-هندية، جاء بعد مفاوضات عسيرة دامت سنتين، حيث تم إنشاؤها على أساس تقاسم الرأسمال مناصفة، ثم تم تعديل الاتفاق على أساس حصول الشريك الهندي على 10 بالمائة من رأسمال الشركة المختلطة المعروفة تحت تسمية ''ايرا الهندية الجزائرية للبناء''، وقد تم الاتفاق على استقدام يد عاملة متخصصة في مختلف التخصصات من الهند بنسبة 100 بالمائة، فيما يكون التأطير جزائريا والخبرة والدراسات الهندسية مختلط جزائري هندي. وقد أوكل للشركة الجديدة ثلاثة مشاريع منها واحد على مستوى الحي الجامعي بتيزي وزو.
للإشارة، فإن الشركة الهندية تعد أهم مجموعة بناء في الهند، تحولت عام 1992 إلى شركة شبه عمومية، ويرتقب أن يشرع الهنود على خطى الصينيين، بعد نجاح هؤلاء، مع اختلاف في التوجه، حيث يعمد الهنود إلى تأسيس شركات مختلطة بالجزائر، ويرتقب أن يتم الإعلان خلال السنة الحالية والمقبلة على تأسيس شركات مختلطة أخرى، منها شركة بناء وإنجاز للهياكل القاعدة متخصصة في إنجاز أنابيب النفط والغاز. وقد تم الاتفاق على تأسيس الشركة الجزائرية-الهندية بين مجموعة ''ايرا'' للبناء الهندية و''كا بي أش سي'' برأسمال يقدر بـ5, 1 مليون دولار، ورغم شروع الشركة حديثا في مشاريعها، إلا أنها واجهت عددا من المصاعب، ذات طبيعة بيروقراطية، خاصة في مجال تحصيل مستحقاتها من أولى المشاريع المنجزة، حيث تطالب الشركة مستحقاتها بعد إنجاز مشاريعها منذ مدة، في وقت باشرت إنجاز عدد من المشاريع في البليدة، قبل الشروع قريبا في الترقية العقارية وإنجاز الوحدات السكنية.
دورات تكوين ميدانية لفائدة الجزائريين في ذات السياق، اتصل المسؤولون الهنود بنظرائهم الجزائريين، مقترحين، قيام الشركة الهندية الجزائرية، من خلال اليد العاملة الهندية المتخصصة، بتأهيل وتكوين المتربصين الجزائريين في معاهد التكوين، وقد تم الاتصال بوزارة التكوين المهني التي استحسنت المقترح حسب نفس المصدر، وسيقوم الهنود بتكوين ميداني للمتربصين في العديد من التخصصات التي تعرف نقصا في مجال البناء، والاستفادة من الخبرة الهندية، خاصة وأن اليد العاملة الهندية المؤهلة ساهمت في إنجاز العديد من مشاريع العقار والسكنات والمجمعات الكبرى بكل من دبي والدوحة وغيرها من دول الخليج، وقد أوفدت الشركة أكثـر من 50 عاملا متخصصا، على أن يتم استبدال اليد العاملة دوريا مع استكمال المشاريع المسندة لها. ولضمان الاتفاق الثنائي المبرم بين الطرفين الجزائري والهندي، والخاص بمنع اليد العاملة من القيام بأي نشاط خارج تلك المسندة إليها في العقود، فقد تم هذا الأسبوع إيفاد فريق من المفتشين التابعين للمكتب القومي الهندي لليد العاملة للمعاينة والتأكد من التقيد من الأمر.